وباء السّمنة هو واحد من المشاكل الهامّة في العالم الغربيّ، وهي حرفيًّا مشكلة واسعة النّطاق.
السّمنة المرضيّة هي مرض يسبّب الكثير من المرضيّات والوفاة المبكّرة. نشأت فكرة وحدة العلاج الجراحيّ للسّمنة في المركز الطّبّيّ شعاري تسيديك بسبب المفهوم أنّه لا يوجد حلّ طبّيّ أفضل من الجراحة لعلاج إنتشار واسع على هذا النّطاق
لهذه المشكلة.
في حالات السّمنة الزّائدة المفرطة، حلول سلوكيّة وبيئيّة التي تشمل حميات صحّيّة مختلفة أو علاجات بالأدوية لا تعطي نتيجة كافية. أثبتت العمليّات كفاءتها ليس فقط في تقليل نسبة إحتمال الموت نتيجة لمضاعفات السّمنة بل وأيضًا فقدان الوزن. تؤدّي العمليّات أيضًا إلى تحسين العديد من الأمراض المتعلّقة بالسّمنة، وأحيانًا لإختفاء هذه الأمراض وتحسين جودة الحياة.
هذه العمليّات الجراحيّة تؤثّر ليس فقط بشكل ميكانيكيّ على الجسم بل وتؤثّر أيضًا على آليّات عمليّات الأيض وهذه الفكرة أدّت في السّنوات الأخيرة إلى تغيير إسم هذا المجال في عالم الجراحة والذي يسمّى اليوم "جراحة إضطرابات عمليّات الأيض".
في السّنوات الأخيرة أصبح الحلّ الجراحيّ أكثر شعبيّة لسببين: أصبح التّعافي من الجراحة أسهل ومخاطر العمليات الجراحيّة أقلّ.ويرجع ذلك إلى تطوّر الجراحة بمساعدة المنظار. هذه التقنيّة تُستعمل في العمليّات الجراحيّة من خلال عدد من الثّقوب في جدار البطن، بعكس التّقنيّات السّابقة التي تتطلّب شقًّا جراحيًّا واسعًا. وقد ساهمت تقنيّة المنظار في تحسين سلامة العمليّات الجراحيّة وتقليل المخاطر المرتبطة بها وكذلك التّطوّرات في مجال التّخدير. بفضل ذلك يكون التّعافي أسرع والعودة إلى الوضع الطّبيعيّ في غضون بضعة أيّام.
العمليّات الجراحيّة التي يمكن تقديمها للمتعالجين تشمل عمليّة تصغير حجم المعدة بمساعدة رباط حولها، تكميم المعدة وعمليّة تحويل مسار المعدة.
هذه العلميّات موجودة في سلّة الصّحّة وموافق عليها لكلّ المتعالجين الذين يعانون من درجة السّمنة المناسبة. ملاءمة نوع العمليّة المناسبة للمتعالج\ة هي شخصيّة ومتعلّقة بعدّة عوامل.
في وحدة العلاج الجراحيّ للسّمنة يتواجد فريق متعدّد التّخصّصات يشمل جرّاحًا خبيرًا وأخصّائيي تغذية. تستخدم الوحدة خدمات الخبراء والمستشارين الآخرين بما في ذلك علماء النّفس، الاطبّاء النّفسيّين، أطبّاء الغدد الصّمّاء، أطبّاء أمراض القلب وأطبّاء أمراض الرّئة حسب الحاجة. تتعاون الوحدة مع علماء النّفس وتنصح بتلقّي المساعدة النّفسيّة بشكل خاصّ أو بمجموعات كجزء من عمليّة التّأقلم للتّغيير الذي يمرّ به المتعالجون.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذه الوحدة تدير مجموعات دعم بإشراف أخصّائيّة تغذية وعالم نفسيّ. المشتركين في المجموعات يظهرون بالمعدّل نتائج فقدان وزن أفضل بل ويحافظون على هذه النّتائج. لمزيد من المعلومات يرجى التّواصل عن طريق البريد الإلكترونيّ.
الوحدة أيضًا تعمل بتعاون وثيق مع معهد إعادة التّأهيل ومنع أمراض القلب بإدارة الدّكتور يعقوب كلاين، هذا المعهد يوفّر لمرضانا تمارين لرفع اللياقة البدنيّة تحت إشراف مدرّب شخصيّ، وبمراقبة طبيب قلب.
وأخيرًا، المرضى المهتمّون يستطيعون الحصول على إستشارة بشأن العلاج لإزالة الزّوائد الدّهنيّة والجلديّة في إطار العيادة من أجل تشكيل الجسم بعد فقدان الوزن بالتّعاون مع قسم الجراحة التّجميليّة.
مفتاح النّجاح هو الحزم في إتّخاذ القرار والمثابرة على تغيير نمط الحياة يشمل التّغذية السّليمة، ممارسة الرّياضة بشكل منتظم، الإقلاع عن التّدخين والمتابعة الطّبّيّة .
