أمراض الغدد الصّمّاء ووراثة الخصوبة

وحدة أمراض الغدد الصّمّاء ووراثة الخصوبة هي جزء من قسم الخصوبة والإخصاب الخارجيّ (IVF) في المركز الطّبّيّ شعاري تسيديك.
تركّز الوحدة على موضوعَيْن:

التّشخيص الوراثيّ قبل الزّراعة (PGD - Pre-implantation Genetic Diagnosis):
هذه الطّريقة تسمح بالتّشخيص الوراثيّ للأجنّة في إجراء الإخصاب الخارجيّ قبل إعادتهم إلى الرّحم. نحن نأخذ خليّة واحدة أو خليّتَيْن من كلّ واحد من الأجنّة التي تمّ الحصول عليها في علاج االإخصاب الخارجيّة وبعد الفحص الجينيّ نعيد إلى الرّحم أجنّة سليمة فقط. العلاجات تتمّ بالتّعاون الوثيق مع معهد علم الوراثة الطّبّيّة. هذا الإجراء يسمح بولادة أطفال سليمين في العائلات التي يوجد فيها خطر كبير لإنتقال مرض وراثيّ صعب إلى الأطفال، لدى الأزواج الذين عانوا من حالات إجهاض متكرّرة، لدى النّساء الكبيرات في العمر واللواتي يحتجنَ إلى علاج للخصوبة وغيرهم. يسمح العلاج بتجنّب الحاجة الى الإختبارات التّداخليّة (الدّاخلة إلى الجسم) أثناء الحمل ومن حالات إنهاء الحمل.

مختبر الوحدة يتفوّق في قدرته على أخذ عيّنات من البويضات والأجنّة في مراحل مختلفة من النموّ وتجميد الأجنّة التي تمّ أخذ عيّنة منهم وتصل إحتمالات الحمل في المختبر إلى أكثر من 40٪ - من بين أعلى المعدّلات في البلاد والعالم.

بالإضافة إلى إستخدام تقنيّات التّكنولوجيا الحيويّة الأكثر تقدمًّا، نحن نولي إهتمامًا كبيرًا لتلبية الإحتياجات الفرديّة والنّفسيّة، الدّينيّة والمهنيّة لكلّ عائلة. نحن ندرك أنّ الكثير من العائلات تعانينَ من فقدان الأطفال المرضى، العُقم المستمرّ وبعض العائلات يحملنَ أمراضًا وراثيّة مختلفة. نحن نولي إهتمامًا خاصًّا من أجل مساعدة المتوجّهين إلينا في التّعامل مع مختلف جوانب العلاج وعمليّة إتّخاذ القرارات.

أمراض الغدد الصّمّاء المتعلّقة بالخصوبة:
يرتكز معظم العمل على تقييم "إحتياطيّ المبيض" لدى النّساء. خلافًا للإعتقاد السّائد، الخصوبة لدى النّساء تقلّ قبل فترة طويلة قبل سنّ اليأس وإنقطاع الطّمث. من ناحية أخرى، جيل تأسيس العائلة في مجتمعنا في إزدياد مستمرّ؛ العديد من النّساء يؤجّلن الأمومة بسبب حياتهنّ المهنيّة ونساء أخرى لم يعثرنَ بعد على الشّريك المناسب. في هذا الواقع من المهمّ أن تعرف المرأة حتّى أيّ جيل ستكون قادرة على الحمل بنجاح.

تولد كلّ امرأة مع كلّ البويضات التي سيكنّ معها في حياتها. لذلك في كلّ وقت يبقى بعض الإحتياطيّ من البويضات. وعندما تخضع المرأة لعلاج الخصوبة، من المهمّ معرفة ما هذا الإحتياطيّ من أجل تقييم فرصها في الحمل الآن وفيما بعد، وأيضًا من أجل تحديد نوع العلاج، الأدوية وكمّيّتها، من أجل تحقيق العدد الأمثل من البويضات وتجنّب التّحفيز المُفرط للمبيض وتعقيدات مثل هذا التّحفيز.

هناك عدّة إشارات يمكن أن تساعدنا في تحديد إحتياطيّ المبيض. هورمون AMH هو أحد هذه الإشارات الأكثر موثوقيّة التي يمكنها المساعدة في تحديد فرص تحقيق الحمل (سواءً بشكل طبيعيّ أو مع العلاج). يلعب هذا الهورمون دورًا هامًّا في تنظيم وتطوير جُريبات المبيض والبويضات في المبيض، ومستوى هذا الهورمون في الدّمّ يشير إلى عدد جُريبات المبيض والبويضات في المراحل المبكّرة جدًّا لتطوّرهم.
إشارة أخرى هي فحص الموجات فوق الصّوتيّة (الأولتراساوند) للمبايض والذي من خلاله يتمّ إحصاء عدد جُريبات المبيض الصّغيرة في كلّ مبيض في بداية الدّورة الشّهريّة (AFC - Antral Follicles Count). هذه الإشارات وغيرها تسمح بتقدير "سنّ المبيض" لكلّ امرأة ووفقًا له يتمّ تقدير فترة خصوبتها المتوقّعة.

حتّى عندما يكون سبب علاج الـ IVF هو مشكلة في الخصوبة عند الذّكور، ولأنّ المرأة تمرّ بمعظم العلاج فمن المهمّ فحص إحتياطيّ المبيض لديها من أجل ملاءمة العلاج المناسب لها وتقييم إستجابتها للعلاج.

تساعد الوحدة أيضًا النّساء المرشّحات للعلاج الكيميائيّ أو الإشعاعيّ، أو النّساء اللواتي خضعنَ لمثل هذه العلاجات بسبب أورام سرطانيّة أو أمراض المناعة الذّاتيّة، وكذلك النّساء غير المتزوّجات اللواتي يرغبنَ في الحفاظ على الخصوبة (تجميد البويضات). تمّ تخصيص هذه الفحوصات من أجل مساعدة النّساء في عمليّة إتّخاذ القرارات وما هي الطّريقة الأمثل للحفاظ على خصوبتهنّ المستقبليّة.